د. سماح عزب تكتب : الأمل
من أهم الأمور التى تعين الإنسان على تطوير ذاته هو التحلى بالأمل , وعدم اليأس مهما قابل من ضيق و ألم , والذى يزيد من الأمل بداخل الإنسان الاستعانة بالله سبحانه وتعالى فهو الخالق الذى بيده الملك كله , قال تعالى ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) سورة الملك آية 1
و كثرة الاستغفار وهى العبادة التى جاء فى القرآن التأكيد على فعلها كثيرا , قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ) سورة الأحزاب آية 41
و الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله قال تعالى ( وتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ) سورة الأحزاب آية 3
ويعلمنا القرآن التمسك بالأمل و الاستعانة بالله حتى ولوكان الواقع يوحى بانقطاع الأمل, وقد قال تعالى حكاية عن سيدنا يونس ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ) سورة الأنبياء 88،87
فعند ابتلاع الحوت لسيدنا يونس لم ييأس من رحمة الله و تحلى بالأمل بالرغم من استحكام الظلمة وانقطاع أسباب النجاة ولكنه لجأ إلى رب الأسباب, فمن باب أولى ألا نفقد نحن الأمل ونبحث عن حلول لمشكلاتنا فمهما يحدث لنا من مشكلات تتعلق بالمال أو الدراسة أو العمل أو غير ذلك فلن تكون مثل محنة النبى الكريم سيدنا يونس الذى كان فى عدة ظلمات, وليس لديه ما يفعله من أسباب ولكنه لجأ للخالق العظيم وظل يردد قوله (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) فقوله ( لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ) فيه توحيد لله ، ( سُبْحَانَكَ )هو تسبيح الله ، ( إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) توبة من التقصير, ولأنه توجه إلى الله تعالى بقلب مؤمن استجاب الله له وفرج كربه ونجاه من غمه , وكذلك كل من يلجأ إلى الله بصدق ينجيه الله من غمه لأنه سبحانه تعالى قال : ( وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ) .